ما هي الذاكرة العاملة؟
سواء شئنا أم أبينا، قد يتراءى لنا أحياناً بأنه مطلوب منا اجتراح العجائب في العمل. فالمعلومات والطلبات تأتيك من كل حدب وصوب، ويُتوقع منك إنجاز كل شيء بيسر وسهولة.
تفقّد مدى مهارتك في هذا النوع من ضغط العمل بمحاولة إنجاز الاختبار التالي. انظر إلى كل خط، وقم بما يلي:
عند انتهائك من كل الخطوط، قل ما أمكنك من الكلمات (بالترتيبّ) التي يمكنك تذكّرها.
الشخص العادي سيتذكر كلمتين أو ثلاث كلمات.1
الهدف من التمرين هو أنه يختبر ذاكرتك العاملة – أو ما يسمّى باللوح الأسود الوهمي لعقلك؛ فالذاكرة العاملة هي بمثابة لوح أسود يحتفظ بمعلومات تحتاجها مؤقتاً لإنجاز مهمة. ومتى انتهت المهمة، يمكن "محو" المعلومات عن اللوح الأسود. 1
الذاكرة العاملة تُختبر أثناء العمل
بالرغم من أن التمرين أعلاه قد لا يمت بصلة لما يطلب منك القيام به في العمل، فإنه يحتاج إلى ذات الوظائف العقلية التي تحتاجها لتبقى على أهبة الاستعداد وتقوم بعدة مهام في آن معاً. إنها القدرة العقلية المكافئة للوصول إلى نهاية تقديم عرض ضخم، ومن ثم الرد على أسئلة الجمهور. يطرح عليك أحدهم سؤالاً لم تستعد للإجابة عليه، لكن تتذكر أنك قرأت معلومات عنه منذ بضعة أسابيع، عندما كنت في بداية تحضيرك للعرض. في هذا الوضع عليك البدء بصياغة إجابتك حتى قبل أن يُكمل السائل طرح سؤاله.
إن العمل هو بيئة تتحدى طاقتك وقدرتك بشكل متواصل: الإجابة على أسئلة صعبة، اتخاذ قرارات فورية، تحليل معلومات، تحويل المعلومات إلى أجزاء مترابطة وسهلة الاستيعاب، وعليك إنجاز كل ذلك بثوان معدودة.
هل يمكنك تحسين ذاكرتك العاملة؟
نعم! هناك عدة وسائل لتقوية ذاكرتك العاملة. وبالواقع توجد نشاطات عديدة ومختلفة يمكن أن تساعد وتفيد كل شخص!
-
العاب تدريب الذاكرة: من الوسائل التي ثتبت فعاليتها الكبيرة في تحسين الذاكرة هي ألعاب "مطابقة الإشارات الصوتية والسمعية". الفكرة من هذه الألعاب هي تقديم بعض المعلومات لك، كسلسلة من الحروف مثلاً، ثم مزيد من المعلومات المشابهة، وهلم جرا، علاوةً على بعض المعلومات الأخرى لتشتيت أفكارك. التحدي أمامك هو تذكّر شيء من المعلومات التي قُدمت لك قبل عرضين سابقين، ثم قبل ثلاثة عروض، وهكذا. أي تبدأ بصعوبة لا بأس بها ثم تزداد الصعوبة مع تحسّن مهارتك في اللعب. سوف تفهم القصد من الفكرة إذا جربت اللعبة هنا. تتحدى هذه الألعاب قدرتك على حفظ معلومات متعددة، وتطبيق المعلومات في آن معاً.
بإمكانك أيضاً أن تجرّب لعبة أكثر شهرة ولها تأثير مشابه على الذاكرة العاملة، وهي الشطرنج التي تتطلب الاحتفاظ بخططك لنقلات محتملة، وفي ذات الوقت التفكير بالنقلات المحتملة التي قد يجريها خصمك. 3
-
رياضة التأمل: يمكنك تحسين ذاكرتك العاملة بممارسة رياضة التأمل، التي تساعدك على تجاهل عوامل تشتيت الأفكار ومتابعة حصر انتباهك في مهمة واحدة. علاوةً على ذلك فإن التأمل يخفض الإجهاد، المعروف بتأثيرة السلبي على الذاكرة العاملة. 2
-
احصل على قسط كافٍ من النوم: يساعدك النوم ليلة هادئة على تحقيق الطاقة المثلى لذاكرتك العاملة. 2
الذاكرة العاملة مجزية
إن تدريب ذاكرتك العاملة أمر مجزٍ، ليس فقط لأنه سيزيد من طاقة ذاكرتك، بل لأن قيامك بمهام تستخدم فيها ذاكرتك العاملة يحفز إطلاق الناقل العصبي دوبامين في دماغك، وهو المادة الكيميائية التي تجعلك تشعر بالسعادة. 3 لذلك تشعر بالرضا عندما تنجز مهمة صعبة، وهذا ما يفسر سبب شعورك بالسعادة عندما تتمكن من الرد بإجابات ممتازة على أسئلة تتطلب براعة في نهاية عرض ضخم.
References
-
Smith EE, Kosslyn SM. Cognitive psychology: mind and brain. Chapter 6, Working Memory. Available at:
https://web.uvic.ca/~dbub/Cognition_Action/Cog_Psych_Readings_files/Workingmemory.pdf Accessed September 2018.
-
Brain Workshop. A dual n-back game. Available at:
http://brainworkshop.sourceforge.net Accessed September 2018.
-
-