قد يواجه الطفل مشاكل في الدراسة أو الانتباه، لكن إذا لم تُحل هذه المشاكل مع مرور الوقت قد يكون يعاني من صعوبة في التعلّم.
كيف أعرف أن طفلي لديه صعوبة في التعلّم؟
من الطبيعي جداً أن يواجه الطفل مشكلة في مادة صعبة في المدرسة أو حتى بمشكلة في الانتباه إلى موضوع لا يهمه – لكن هذا لا يعني تلقائياً أن لديه صعوبة في التعلّم. المهم بالأمر هو عندما يواجه هذه المشكلة بصورة مستمرة، ربما حتى في عدة مواد دراسية، لفترة طويلة من الزمن قد تستدعي منك الرغبة في استقصاء الأسباب. ومن المهم أن تبقي في بالك خلال هذه المرحلة أن الصعوبة التعلمية لا تعني أن طفلك غير ذكي، بل تعني مجرد أن دماغه يعالج المعلومات بوسيلة مختلفة.
أين تُكتشف صعوبات التعلّم؟
في معظم الأحيان، تُكتشف صعوبات التعلّم في المدرسة من جانب مدرّس طفلك. ويعتبر الوقت والمكان حاسمان، ومدرّس طفلك هو أفضل مرجع؛ فنظراً إلى أن المدرسة هي مكان تعلّم فإن المدرّس قد يكون أول من يلاحظ عدم مجاراة طفلك لأترابه ويبدأ بمراقبة وضعه.
ما هي بعض العلامات التي لا ينبغي أن أتجاهلها؟
الأطفال لا يتميزون دائماً بقدرة كبيرة على الانتباه في أحسن الأحوال! لكن إذا لاحظت أن طفلك يواجه مشاكل متواصلة بالأمور التالية لمدة طويلة نسبياً، فمن المهم عندها أن تتحرّى السبب.
بعض العلامات التي ينبغي عدم تجاهلها
نقص الحماس للقراءة أو الكتابة.
صعوبة بالحفظ.
العمل بوتيرة بطيئة.
صعوبة في المثابرة واتباع التعليمات.
عدم القدرة على اتباع المنطق التجريدي.
نقص أو زيادة في الانتباه للتفاصيل.
ضعف في المهارات الاجتماعية.
اكتشاف العلامات والحصول على الدعم الذي يحتاجه طفلك
اكتشاف العلامات مبكراً أمر رئيسي لحصول الأطفال على الدعم الذي يحتاجونه. بإمكان المتخصصين في صعوبات التعلّم تقديم مساعدة جُلّى في إرشادك لأفضل الوسائل التي تدعم صعوبات طفلك في التعلّم؛ لكن هناك أمور يمكنك القيام بها للمساعدة.
الخطوة الأولى: خذ المبادرة. إذا اكتشفت بعض العلامات، استعلم أكثر عن صعوبات التعلّم. وإذا كنت تعتقد أن طفلك تبدو عليه بعض العلامات، ثق بحدسك وقم بفحصه على يد أخصائي يمكن تشخيص حالته.
الخطوة الثانية: استمر في تقديم الدعم. تذكّر أنك لست وحدك القلق على طفلك، بل هو على الأرجح مدرك أنه لا ينجز أعماله المدرسية كما "ينبغي". لذلك سيحتاج إلى دعمك لقبول الحصول على المساعدة وفهم أنه لا يعاني من شيء، بل الأمر يتعلق بمجرد وسيلة مختلفة لديه لمعالجة المعلومات.
الخطوة الثالثة: اتبع أسلوب حياة صحي، أنت وطفلك. الجسم وحدة كاملة ومترابطة، لذا فإن المحافظة على النوم الصحي وممارسة التمارين بانتظام أمر حيوي كي يقوم جسمك بوظائفه على أكمل وجه.
الخطوة الرابعة: اتبع نظاماً غذائياً غنياً بالمغذيات فقط. تناول السمك، فهو مصدر غني بالبروتين ويوفر مغذيات أحماض أوميجا-3 الدهنية التي لا يمكن لجسمك إنتاجها، والتي ثبت أنها تدعم النمو الإدراكي، لذا يجب أن تكون جزءاً مهماً من نظام طفلك الغذائي. وإذا كنت تعتقد أن طفلك لا يحصل على كمية كافية من السمك، فكّر بإعطائه مكمّلاً من زيت السمك. اعرف أكثر فائدة عن أحماض أوميجا-3 الدهنية والغذاء لصعوبات التعلّم.
الخطوة الخامسة: انتبه لأية تغيّرات. أفضل وسيلة لمراقبة صعوبات التعلّم لدى طفلك هي عن طريق المراقبة. لاحظ أية تغيرات قد تشغل بالك (أو تحسّنات!) واحرص على مناقشتها مع أخصائي طفلك.
تحلّى بالصبر، فنحن نعلم أن الأمر صعب عليك أيضاً. لكن تذكّر أنه كلما كانت مبادرتك أسرع شعرت بحالة أفضل وحصل طفلك على الدعم الذي يحتاجه بصورة أسرع.